مقالات

الانتماء زهرة

جريدة موطني

الانتماء زهرة

بقلم ياسر منيسي

مما لا شك فيه أن الانتماء زهرة تحتاج الرعاية والعناية بها وتوفير متطلبات الحياة لها. فهل يمكن أن تنتظر من فقير معدم يواجه غلاء الأسعار والعيشة ولا يجد قوت يومه أو يستطيع توفير الاحتياجات الأساسية للأبناء أن يفهم معني الانتماء والتضحية وهو يري علي الجانب الآخر أغنياء تتوفر لهم سبل العيش الرصيد والرفاهية.

إن الانتماء ليس مجرد كلمة تقال أو شعار يرفع، بل هو شعور عميق بالولاء والارتباط بالأرض والوطن والمجتمع. هذا الشعور لا يزدهر في بيئة قاحلة تعاني من الفقر والحرمان، بل يحتاج إلى تربة خصبة من العدالة الاجتماعية والمساواة وتوفير الفرص للجميع. عندما يشعر المواطن بأن حقوقه مصانة، وأن هناك من يهتم بظروفه المعيشية ويسعى لتحسينها، حينها يصبح الانتماء جزءًا أصيلًا من وجدانه.

من الصعب أن نتوقع من شخص يكابد صعوبات الحياة اليومية، ويصارع من أجل توفير لقمة العيش لأسرته، أن يكون لديه نفس مستوى الانتماء والتضحية كشخص ينعم بالرخاء والاستقرار. الفقر المدقع يخلق حالة من الإحباط واليأس، وقد يدفع البعض إلى البحث عن أي وسيلة للخروج من هذا الوضع المزري، حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن.

إن الحكومة تتحمل مسؤولية كبيرة في معالجة الآثار السلبية للإجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها مؤخرًا. يجب أن يكون هناك تقييم دقيق لهذه الإجراءات وتأثيرها على الفئات الأكثر تضررًا، ووضع خطط وبرامج فعالة للتخفيف من وطأة هذه الآثار. وليعلم رئيس الحكومة أن من يعيشون في فقر مدقع من السهل التلاعب بهم واستغلالهم من قبل قوى خارجية أو داخلية تسعى لزعزعة استقرار الوطن.

وبناءًا عليه، فإن توفير الحماية الاجتماعية للفئات الفقيرة التي لا تجد ما تعول به أنفسها وأبناؤها هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. إن تأمين احتياجات المواطنين الأساسية وتوفير حياة كريمة لهم ليس مجرد واجب إنساني واجتماعي، بل هو أيضًا صمام أمان يحمي المجتمع من الانقسام والتطرف.

على الحكومة إيجاد مصادر للدخل غير التفنن في الحصول على الأموال من جيوب المواطنين. يجب البحث عن حلول مستدامة تساهم في تحقيق التنمية الشاملة وتوزيع الثروة بشكل أكثر عدالة. إن الاعتماد المستمر على جيوب المواطنين المرهقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويؤثر سلبًا على ثقتهم في الحكومة والوطن.

إن الانتماء الحقيقي ينبع من شعور المواطن بالعدل والأمان والكرامة. عندما يشعر الفرد بأنه جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، وأن هناك من يقدر جهوده ويحترم حقوقه، حينها يصبح مستعدًا للتضحية بكل ما يملك من أجله.

حفظ الله مصر قائدا وجيشًا وشعبًا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى